الجمعة، 22 يونيو 2012

أيها المعمر





أيها المعمر

رغم الكِبَرِ،
لا تزال أذن أمي
تتذكر دوي الدهرِ
وصوتك المجلجل
المتشح بالمكر...
تسللتَ تحت جُنح القمر
على مرأى من القدر
أعلنت في جرأة الرجل الغربي المتكبر :
جئنا لحمايتكم؟!
أجبني أيها المدمر:أحقا جئت تحمينا؟
ما هذا الأمر؟
ما هذا الاستخفاف بعقول البشر؟
وهل تأمنُ الغنمُ من الذئب الغدرَ؟
لا تُوَلِّني ظهرك وانتظر

انتظر حتى أتقيأ في جعبتك
ما سقيتنا من مُرّ...
يا من قطعت أوصال بلدي
أحرقت كبدي
ملكتَ منه الجزء النافع
حصنته في حضنك بكل المدافع
مسحت آخر قطرة من حياء
علت جبينك
على كل المسامع
سلبت وطني وأهلي كل المنافع
أصبحت قدر بلادي
لكن أجدادي أدانوك في كل نادي
جبرت مقاومتهم الخواطر
فتحقق الإنعتاق بدل الزمن الضائع
بكل فخر ...انفرج ضيق الصدر
وعدتَ تلوك على مضض
علكة الحقد والغدر
أيها المدمر
رغما عني أقول:
حق لك الفخر
فرغم الفطام عن ثديك الضامر
ظلت بذرتك التي
بذرت في تربة وطني
ظلت تقاوم جحافل النصر
فنبتت في بيئتنا
كيانات
غريبة المنطق .. غريبة المظهر
مذاقها مر
ولَغَتْ في قصعتنا
همشت لغتنا
استنزفت ثروتنا
نكحت نسوتنا
نكست عزتنا
سادنا فكر مستورد
وصارت قياداتنا أعجمية المورد
ها أنا أخبر أولادي وأُكِثُر الرَّدَّ :
يا أولادي هذا مقاوم
هذا فاحش الثراء
وهذا مُيَاِومٌ
ذاك خائن
وذاك مساوم...
جاء دوري
فأصبحت بالانعتاق
من التبعية الفكرية هائما
جبروت الأنظمة أقاوم
ظلمها وقهرها أساوم
فلاكت عظامي أيام الحديد والنار
وخاب مني كل مسار
سلخت جسدي
دمرت بلدي
عطلت مددي
فبكيت بلدي
بكيت ولدي
حسبت عددي
فلم أجد غير نفسي لي سندا
فصحت في صمت الأحياء،الأموات :
هل منكم من أحد
فجع في كبد
هل من أحد؟
فجاءني المدد
عدد من لا أحد
مجرد أصفار على الشمال
فعُدَّ إن استطعت
حتى يكل منك العدُّ
فيأتيك المددُ...  عددا من لا أحد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق